تحليل المشاعر العامة في وسائل التواصل الاجتماعي حول التطعيم ضد فيروس كورونا - 19 باستخدام قطبية معجم VADER

الملخص

     شكلت معالجة اللغة الطبيعية مؤخرًا مجالًا مهمًا في اللغويات الحاسوبية والذكاء الاصطناعي، حيث أصبح العالم الافتراضي والرقمي جانبًا أساسيًا في حياتنا اليومية. ويعد تحليل المشاعر والتنقيب في البيانات من أهم فروع معالجة اللغة الطبيعية، والذي لفت انتباه الباحثين إلى تناول العديد من القضايا المطروحة على منصات التواصل الاجتماعي والتنقيب عن أراء ومشاعر مستخدمي هذه المنصات. تستكشف هذه الدراسة مشاعر وآراء الجمهور تجاه تلقي جرعات تطعيم فيروس كورونا-19 في المملكة العربية السعودية. حيث تبحث هذه الدراسة عن الدوافع والموانع في أخذ جرعات اللقاح الأولى والثانية وكيف اختلف وعي الجمهور ومواقفه في الجرعتين. تناولت هذه الدراسة 6,232 تغريدة وتعليق تم جمعها من منصات التواصل الاجتماعي الرسمية (Twitter وYouTube) بين 19 ديسمبر 2020 و10 ديسمبر 2021. حيث تم استخدام قطبية معجم NLTK VADER في عملية تحليل المشاعر العامة لدى الجمهور، بينما تم تصنيف الآراء بناءً على منهجية القياس متعدد الأبعاد. في حالة جرعة اللقاح الأولى، اظهرت النتائج أنه من بين 2,989 رأيًا مسجلًا، كان 61.5٪ من نسبة الجمهور على استعداد لتلقي التطعيم ضد فيروس كورونا -19 - ويثق الغالبية منهم في سلامة اللقاح وبإجراءات وقرارات وزارة الصحة. في حين أن 21.1٪ أبدو مشاعراً معاكسة تجاه التطعيم، حيث أنهم لا يثقون باللقاح ويخشون من أعراضه الجانبية. أما في حالة جرعة اللقاح الثانية، من بين 3,243 تغريدة وتعليق، 63.2٪ أبدو مواقف إيجابية تجاه أخذ اللقاح. وكانت الثقة في سلامة اللقاح وعدم المنع من العمل والسفر والأنشطة الأخرى هي الدوافع الأساسية لتلقي اللقاح في هذه المرحلة. بينما سجلت المشاعر السلبية 30.3٪ من نسبة التغريدات والتعليقات، وكانت الموانع من أخذ التطعيم هي الشك في سلامة اللقاح واعراضه وتضارب البروتوكولات المتبعة دولياً. إن من شأن تحديد المشاعر والمواقف العامة تجاه التطعيم التعرف على الأسباب الكامنة وراء رفض اللقاح أو قبوله من قبل الناس والذي من شأنه أن يساعد صانعي القرارات الصحية في تخطيط وتنفيذ استراتيجيات موائمة للتوعية بأهمية التطعيم وخلق توجهات إيجابية نحوه.